Saturday, April 13, 2013

الوعاء المشروخ

يحكى أن امرأة ريفية اعتادت كل يوم الذهاب إلى النبع المجاور


لتملأ الماء, كانت تسلك طريقا طويلة للوصول إلى النبع حاملة


في يديها وعائين من الفخار أحدهما صحيح سليم والآخريحتوي


في جانبه شرخا, فكانت تملأهما بالماء وتعود في طريقها الطويل


الموصل لمنزلها الريفي البسيط .


و أثناء العودة كان الماء يتسرب من الوعاء المشروخ فلا يتبقى


فيه إلا نصف كمية الماء بينما الوعاء السليم يحتفظ بكل الماء فيه.


استمرت على هذه الحال أعواما وبرفقتها نفس الوعائين.


في أحد الأيام جلس الوعاء المشروخ مبتئسا حزينا على حاله


الوعاء المشروخ: أنا يائس من حياتي.. لماذا أنا مشروخ هكذا ؟!


لماذا لا أقدر أن أحتفظ بكل الماء لسيدتي؟! إنني ضعيف


لماذا لم أكن مثل الوعاء السليم الذي يحتفظ بكل الماء


وتفرح به سيدتي أكثر مني.. كم أنا عاجز وعديم الفائدة!


سمعت حديث الوعاء الحزين والتفتت إليه


: لا تقل هذا يا عزيزي بل أنا فرحة بك كما أفرح بالوعاء السليم


الوعاء المشروخ(متعجبا): أحقا ما تقولين؟!


هل أنتِ تفرحين بي كما تفرحين بالوعاء السليم؟!


: نعم يا وعائي الغالي


الوعاء المشروخ: أنا وعاؤكِ الغالي !! ولِمَ يا سيدتي؟


وأنا مشروخ يتسرب مني الماء ولا أقدر على الاحتفاظ به!!


: انظر إلى جانب الطريق المزهر, إنه الجانب الذي يتسرب إليه الماء منك فقد بذرتُ


الزهور والريحان على هذا الجانب وكان ما يتسرب من الماء من شرخك يرويها فنبتت


الأزهار على أجمل ما ترى وما قد يراه المارة!!


الوعاء المشروخ(مدهوشا): ما شاء الله!! ما هذا المنظر البديع ؟! أحقا ما أرى؟!


: نعم يا عزيزي لولا شرخك الذي يعيبك ما نمت هذه الزهور وما استطعتُ أن آخذ أشتالا


منها وأغرسها في منزلي وتكون لدي أجمل حديقة في القرية.


الوعاء المشروخ (فرحا): الحمد لله الذي جعل من عيبي سببا في سقي الأزهار وإدخال


السرور على غيري



Share

الوعاء المشروخ

No comments:

Post a Comment